كتبت: جهاد شعبان
عُقد المنتدى الدولي الثالث للشباب في مجال الطاقة النووية “Obninsk NEW-2025” في مدينة أوبنينسك الروسية، بدعم من مؤسسة الطاقة النووية الحكومية الروسية “روساتوم”، وذلك بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الصناعة النووية في روسيا. وقد شهد الحدث حضور أكثر من 700 مشارك حضوريًا، بالإضافة إلى آلاف آخرين عبر الإنترنت من 70 دولة حول العالم.
فعاليات المنتدى
تزامن المنتدى مع ذكرى تشغيل أول محطة للطاقة النووية في العالم التي بدأت العمل في أوبنينسك عام 1954، ليكون هذا المنتدى بمثابة محطة جديدة في تاريخ الصناعة النووية العالمية. وحمل المنتدى شعار “احلم واصنع مستقبل الصناعة النووية العالمية”، ليجمع بين مجموعة من الشخصيات البارزة في مجال الطاقة النووية، من بينهم المدير العام لـ”روساتوم” أليكسي ليخاتشيف، وكبار مسؤولي المؤسسة، بالإضافة إلى ممثلين من وزارات اتحادية ومنظمات عامة.
كما كان الحضور يشمل طلاب دوليين وباحثين شباب في المجالات النووية، إلى جانب علماء ومهنيين من مختلف أنحاء العالم.
كلمة ترحيب
وفي كلمته الافتتاحية، أكد أليكسي ليخاتشيف، رئيس “روساتوم”، على أهمية المكان الذي انعقد فيه المنتدى قائلاً: “في أوبنينسك، قبل أكثر من 70 عامًا، أُطلقت أول محطة طاقة نووية في العالم، ما شكل بداية عصر جديد للطاقة النووية السلمية”. وأضاف ليخاتشيف أن روسيا لا تزال في طليعة هذا القطاع من خلال إنجازات مثل مفاعل التوكاماك وأول محطة طاقة نووية عائمة في العالم.
وتوجهت كلمات مصورة من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) رافائيل ماريانو غروسي، والمديرة العامة للرابطة النووية العالمية (WNA) سامة بيلباو إي ليون، بالإضافة إلى حاكم منطقة كالوغا فلاديسلاف شابشا.
أبرز النقاط النقاشية
من أبرز فعاليات المنتدى كانت المحاضرة الرئيسية التي ألقاها ليخاتشيف، والتي تناولت نشأة المشروع النووي والتحديات التي تواجه العلم الحديث. وأشار في حديثه إلى أهمية التعاون بين الشباب والعلماء والمجتمع العلمي في بناء مستقبل الطاقة النووية: “الشباب ليسوا فقط مستقبلنا، بل هم شركاء في صناعة حاضرنا”.
وتناول المنتدى عددًا من الجلسات النقاشية المهمة، منها جلسة “Obninsk Tech: شراكات تخلق الفرص”، التي تركزت على التعاون بين الجامعات والشركات الناشئة في مجال الطاقة النووية. وقد تم تقديم مشروع “Obninsk Tech” كمشروع مستقبلي يشكل حجر الأساس لمجمع تكنولوجي يعجّل بنقل الابتكارات من المختبرات إلى الصناعة.
النقاش حول المستقبل
أما جلسة “الطاقة النووية في المستقبل”، فقد تناولت تقنيات الطاقة النووية المستقبلية، مثل المفاعلات المعيارية الصغيرة ودورات الوقود المغلقة. وقد أدار الجلسة فلاديمير شيفتشينكو، رئيس الجامعة الوطنية للأبحاث النووية “MEPhI”، الذي شدد على أهمية التعليم الأكاديمي في المستقبل النووي. وقال شيفتشينكو: “مستقبل الطاقة النووية مرهون بالشباب الموهوب والمدارس العلمية القوية، وأوبنينسك لا تزال المكان الذي يُصاغ فيه هذا المستقبل عند تقاطع التقاليد والابتكار”.
رؤية المستقبل
في إطار النقاشات، تم عقد اجتماع مشترك لمجلس الشباب الدولي، حيث ناقش المشاركون مشروع “Obninsk Tech” الرائد في مجال التعليم النووي. وأشار ليخاتشيف إلى أن المشروع يهدف إلى الاستحواذ على 20% من السوق العالمي للتعليم النووي بحلول عام 2030، كما اقترح المشاركون فكرة جديدة لإعلان يوم 26 يونيو، تاريخ تشغيل أول محطة نووية في العالم، يومًا عالميًا للطاقة النووية السلمية.
وأكد ليخاتشيف دعم “روساتوم” لهذه المبادرة، وأوضح أن المؤسسة ستعمل على الترويج لهذه الفكرة على المستوى العالمي.