كتبت: جهاد شعبان
تراجعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الاثنين بأكثر من دولار للبرميل، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتزام بلاده فرض رسوم جمركية مرتفعة على روسيا في حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا.
وتزامن ذلك مع حالة ترقب في الأسواق لاحتمال فرض مزيد من العقوبات الأمريكية على موسكو، الأمر الذي قد يؤثر على الإمدادات العالمية، في حين كبحت الضبابية المصاحبة لأزمة الرسوم الجمركية مكاسب الأسعار.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 72 سنتاً أو ما يعادل 1.02% إلى 69.61 دولار للبرميل، بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 99 سنتاً أو 1.45% لتصل إلى 67.46 دولار للبرميل.
وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل لدى بنك «يو.بي.إس»، إن الأسعار تتلقى دعماً من ارتفاع واردات الصين من النفط الخام، لكن التوقعات المحيطة بإعلان ترامب حول روسيا تمثل ضغوطاً على الأسعار. وأشار إلى استمرار نقص الإمدادات في السوق، حيث يتركز معظم المخزون في الصين وعلى متن السفن بدلاً من المواقع الرئيسية.
وفي سياق متصل، كشفت بيانات من مصادر بقطاع النفط وحسابات لرويترز أن صادرات روسيا من المنتجات النفطية المنقولة بحراً تراجعت في يونيو بنسبة 3.4% على أساس شهري لتصل إلى 8.98 مليون طن.
وفي تطور جديد، أعلن ترامب، اليوم الاثنين، عزمه إرسال أنظمة صواريخ باتريوت الدفاعية إلى أوكرانيا، في خطوة تعكس تصاعد التوتر مع موسكو، بعدما أبدى ترامب في وقت سابق إحباطه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب غياب التقدم في إنهاء الحرب، واستمرار القصف الروسي للمدن الأوكرانية.
عقوبات جديدة مرتقبة
وبالتوازي، يكتسب مشروع قانون أمريكي جديد مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي زخماً في الكونغرس، يهدف إلى فرض عقوبات إضافية على روسيا بسبب الحرب، لكنه لا يزال بانتظار توقيع الرئيس ترامب.
في بروكسل، قالت أربعة مصادر أوروبية إن مبعوثي الاتحاد الأوروبي باتوا قريبين من التوصل لاتفاق بشأن الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات على روسيا، والتي تشمل خفض سقف سعر النفط الروسي.
وكان خام برنت قد ارتفع بنسبة 3% خلال الأسبوع الماضي، بينما حقق خام غرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية بلغت نحو 2.2%، بدعم من تقديرات وكالة الطاقة الدولية التي أشارت إلى أن سوق النفط العالمية قد تكون أكثر شحاً مما تعكسه المؤشرات الأولية، نتيجة زيادة معدلات تشغيل المصافي خلال ذروة موسم الصيف لتلبية الطلب المتزايد على السفر وتوليد الكهرباء.
لكن محللين في بنك «إيه إن زد» لفتوا إلى أن مكاسب الأسعار بقيت محدودة بعد بيانات أظهرت أن السعودية رفعت إنتاجها النفطي إلى مستويات أعلى من حصتها المتفق عليها في إطار تحالف «أوبك+»، ما زاد الكميات المتاحة في السوق.
وأوضحت وكالة الطاقة الدولية أن السعودية تجاوزت هدفها الإنتاجي لشهر يونيو بنحو 430 ألف برميل يومياً لتسجل 9.8 مليون برميل يومياً، مقابل الهدف الضمني البالغ 9.37 مليون برميل يومياً.
بدورها، أكدت وزارة الطاقة السعودية التزام المملكة بالهدف الطوعي ضمن اتفاق «أوبك+»، موضحة أن إمدادات النفط الخام المسوَّقة خلال يونيو بلغت 9.352 مليون برميل يومياً، بما يتوافق مع الحصة المقررة.
على جانب آخر، أظهرت بيانات جمركية ارتفاع واردات الصين من النفط في يونيو بنسبة 7.4% على أساس سنوي إلى 12.14 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى لها منذ أغسطس 2023.
في الوقت ذاته، يترقب المستثمرون نتائج المحادثات الأمريكية بشأن الرسوم الجمركية مع شركاء تجاريين رئيسيين، والتي قد تؤثر بدورها في النمو الاقتصادي العالمي وبالتالي على الطلب على الوقود.