كتبت: جهاد شعبان
بعد سنوات من الحصار الأميركي، أصبحت “هواوي” الصينية واحدة من أبرز اللاعبين في مجال الذكاء الاصطناعي، متفوقة على العديد من الشركات العالمية الكبرى، بما في ذلك “إنفيديا”. ومع تزايد العقوبات، تحولت الشركة من مجرد موزع للهواتف إلى عملاق تكنولوجي ينافس في العديد من المجالات المتقدمة مثل الرقائق المتطورة ومراكز البيانات.
1. تحديات الحصار الأمريكي:
-
منذ إدراج “هواوي” على القائمة السوداء الأميركية في 2019، تعرضت الشركة لقيود شديدة حرمَتها من الوصول إلى شركاء كبار مثل “غوغل” و”TSMC”.
-
هذه القيود أدت إلى انخفاض مبيعات هواتفها الذكية، لكن “هواوي” لم تستسلم بل استثمرت في التحول التكنولوجي.
2. نقلة نوعية نحو الذكاء الاصطناعي:
-
مع تشديد القيود الأميركية، بدأت “هواوي” في تطوير حلول مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت شريحة “Ascend 910” لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
-
تعاونت الشركة مع شركاء محليين مثل “SMIC” لتعويض نقص الموردين العالميين، وقامت بتطوير شرائح متقدمة توازي الأنظمة العالمية.
3. الظهور على الساحة العالمية في صناعة الرقائق:
-
بعد الحظر على شرائح “إنفيديا”، دخلت “هواوي” في منافسة حادة مع الشركة الأمريكية من خلال تطوير شريحة “Ascend 910B”، استعدادًا لإطلاق الجيل الجديد “910C”.
-
النظام “CloudMatrix 384″، الذي يجمع 384 شريحة معًا، أصبح قادرًا على منافسة أداء أنظمة “إنفيديا” في بعض التطبيقات.
4. نموذج “Pangu” للذكاء الاصطناعي:
-
تسعى “هواوي” لفرض نموذجها الخاص في الذكاء الاصطناعي عبر “Pangu”، المخصص للتطبيقات الصناعية والحكومية، بعكس نماذج مثل GPT-4 الخاصة بـ “OpenAI”.
-
تم تطبيق نموذج “Pangu” في العديد من القطاعات، مثل المناجم، الطب، والنقل، مما يعكس تنوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي طورتها الشركة.
5. الاستراتيجية العالمية:
-
هواوي لا تقتصر على السوق الصينية فقط، بل تسعى للتوسع في أسواق مبادرة “الحزام والطريق”، لا سيما في آسيا الوسطى وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
-
الشركة أعلنت عن فتح مصدر نموذج “Pangu”، مما يعزز حضورها الدولي في الذكاء الاصطناعي ويعزز فرصها في الهيمنة على البنية التحتية لهذا القطاع عالميًا.
6. المستقبل والتوسع:
-
رغم التحديات، تعتقد “هواوي” أن بإمكانها تكرار ما حققته في قطاع الاتصالات، وبناء قاعدة قوية في مجال الذكاء الاصطناعي العالمي على مدار العقد القادم.
تُظهر قصة “هواوي” كيف يمكن لتحديات السوق والعقوبات أن تدفع الشركات إلى ابتكار حلول جديدة تمامًا وتغيير مسارها الصناعي بشكل جذري.