تطورت صناعة الهواتف الذكية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع ظهور ذات التصميم القابل للطي.
والذي يمثل تحولاً كبيراً عن التصاميم التقليدية ذات الشاشات الصلبة المستطيلة، حيث تتميز الهواتف القابلة للطي بوجود مفصل مركزي وجانبين يمكن طيهما، مما يسمح بتحويل الجهاز من هاتف صغير إلى جهاز لوحي بسهولة وبالعكس أيضاً.
Galaxy Z Fold
كما قد طورت شركة سامسونج سلسلة هواتف Galaxy Z Fold، بتقنية فريدة ومتطورة في آلية المفصلات الخاصة بها. فقد تمكنت من تطوير مفصلات أكثر رقة وثباتاً، مما يجعلها أصغر حجماً وأكثر سهولة في الحمل بالمقارنة مع التصاميم السابقة.
حيث استطاعت سامسونج أن تعزز تجربة المستخدم بشكل كبير، ومع تنوع أنماط الحياة المستمر بين المستخدمين، تنوعت احتياجاتهم وتغيرت على مدار السنين.
وكان الكشف عن هاتف Galaxy Fold في عام 2019 لحظة فارقة، إذ قدمت سامسونج تصميماً مبتكراً يوفر تجربة شاشة واسعة وطبيعية عند الفتح، وتجربة محمولة مدمجة عند الطي. وبرزت ميزة “الطي والفتح” كميزة جديدة ومميزة في عالم الهواتف الذكية.
ولم تكن المفصلة القابلة للطي للداخل مجرد ميزة مألوفة وبديهية فحسب، بل وفرت أيضاً حماية قوية للشاشة. ونجحت سامسونج في تقليل سمك الجهاز في وضع الطي بحيث لا يتجاوز 17.1 ملم في أول هاتف Galaxy Fold، ما مهد الطريق للأجهزة الذكية القابلة للطي المدمجة والمحمولة.
Galaxy Z Fold2: عصر الوضع المرن “Flex Mode”: المفصلات المخبأة وتقنية الكنس “Sweeper”
حيث في عام 2020، أطلقت سامسونج هاتف Galaxy Z Fold2 كخليفة متطور للجهاز القابل للطي الأصلي Galaxy Fold. وكان من أبرز هذه الميزات “Hideaway Hinge”، وهي مفصلة متطورة تربط جسم الهاتف بشكل مستقر. مما يدعم عملية الطي والفتح بكفاءة، ويسهّل التقاط صور السيلفي وإجراء مكالمات الفيديو في الوضع المرن Flex Mode.
كما بفضل زيادة عدد هياكل CAM والنابضات، أصبحت المفصلة قادرة على دعم زوايا طي وفتح أوسع بشكل موثوق. وتم تركيب هذه المفصلة المخبأة في موقع مثالي على هاتف Galaxy Z Fold2، مما أتاح تصميماً أنحف للجهاز، حيث بلغ السمك الأقصى عند الطي 16.8 ملم فقط.
التحديات التقنية
وللتغلب على التحديات التقنية المعقدة مثل وجود فجوة بين الأجزاء المطوية والثابتة من الهاتف. قامت سامسونج بتطوير تقنية “Sweeper”.
والتي استوحتها من فرشاة المكنسة الكهربائية، والتي تستخدم ألياف ضوئية دقيقة لسد هذه الفجوة، مما يمنع دخول الغبار والشوائب إلى داخل الجهاز ويضمن تجربة استخدام أكثر سلاسة للجهاز القابل للطي.
وبالرغم من أن أغلب الهواتف الذكية مقاومة للماء، إلا أن المفصلة في الأجهزة القابلة للطي تبقى عرضة للعوامل الخارجية. فعند تسرب سوائل مثل المشروبات أو مياه الأمطار إلى داخل الجهاز عبر المفصلة، يمكن أن يتعرض الجهاز لخطر العطل الفوري.
أول هاتف قابل للطي
كما كان هاتف Galaxy Z Fold3 أول هاتف قابل للطي يتمتع بمقاومة فعالة للماء، وهو إنجاز تقني حقيقي نظرًا للتحديات التي واجهتها الأجهزة القابلة للطي السابقة.
وطبقت سامسونج تقنية عزل مائي متطورة على منطقتين أساسيتين، هما الجزء الخارجي من الشاشة والمفصلة. كما تم إغلاق الطرف الذي يربط بين اللوحتين الرئيسيتين عند المفصلة بشريط مطاطي يمنع دخول الغبار والسوائل، بينما صُنعت الأجزاء المعدنية للمفصلة من مواد مقاومة للتآكل وغُطيت بمواد تشحيم عالية الجودة.
Armor Aluminum
بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام “Armor Aluminum”، وهي مادة قوية ومتينة، في تصنيع هاتف Galaxy Z Fold3 لمساعدته على تحقيق إطار أكثر رقة وخفة.
وتتميز هذه المادة بقدرتها على مقاومة الصدمات الخارجية وتقليل مخاطر التشوهات أو الخدوش بشكل كبير، التي قد تتعرض لها الأجهزة القابلة للطي.
كما تم تطبيق “Armor Aluminum” على الطرفين الخارجيين للجهاز، بالإضافة داخل المفصلة المخفية، لتمكين الوضع المرن “Flex Mode” وضمان الفتح والإغلاق بسلاسة.
Sweeper
كما تم تطوير تقنية “Sweeper” لإغلاق الفجوة بين المفصلة وجسم الجهاز، وعند تقليص حجم الجهاز، تم تقصير شعيرات هذه التقنية لتحسين المظهر الجمالي مع المحافظة على سلامة المفصلة من الغبار والجزيئات الخارجية.
جهاز Galaxy Z Fold3
وقد مكنت هذه الابتكارات جهاز Galaxy Z Fold3 من أن يصل سمكه إلى 16.0 ملم فقط عند طيه.
مما يعزز جاذبيته من الناحية الجمالية ويضمن حماية أفضل ضد العوامل الخارجية.
Galaxy Z Fold4
في عام 2022، تم الكشف عن هاتف Galaxy Z Fold4 الذي شهد انخفاضاً ملحوظاً في الوزن والسُمك، حيث بلغ وزن الجهاز 263 جراماً، أي أقل بحوالي 20 جرامًا من هاتف Galaxy Z Fold2.
وكان الحد الأقصى لسمك الجهاز المطوي 15.8 ملم، ما جعله الأرفع في السلسلة في ذلك الوقت.
التطويرات المبتكرة
كما قد واصلت سامسونج تعزيز هاتفها القابل للطي المتميز بمزيد من التطويرات المبتكرة، ما أسفر عن تصميم نحيف وسهل الاستخدام وخفيف الوزن.
وتم إعادة تصميم هاتف Galaxy Z Fold4 ليكون أخف بنسبة 21% من الطراز السابق، حيث استوعبت المفصلة الجديدة العرض الأوسع والطول الأقصر للشاشة الخارجية. ما جعل الاستخدام أكثر راحة وسهولة.
عملية التصنيع
قامت سامسونج بتغيير حركة المفصلة من الدوارة إلى الخطية في هاتف Galaxy Z Fold4. وأدى هذا التعديل إلى تقليل الوزن والسمك وعدد المكونات بشكل كبير، مما عزز من عملية التصنيع وزاد من مرونة الجهاز. وبذلك، نجحت سامسونج في بناء أنحف وأخف مفصل في ذلك الوقت مع الحفاظ على نفس مستوى المتانة مثل الطراز السابق.
Galaxy Z Fold5
وفي عام 2023، قدمت سامسونج هاتف Galaxy Z Fold5 الذي يمثل الجيل التالي من الهواتف الذكية القابلة للطي. وبالابتعاد عن تصميم المفصلة التقليدي، كشفت الشركة عن آلية جديدة تسمى Flex Hinge، ما يعكس قفزة نوعية في مجال الابتكار القابل للطي. وفضل المرونة المحسنة ومجموعة واسعة من الميزات.
وتتيح المفصلة المرنة للشاشة أن تلتف داخل المفصلة كقطرة ماء، وذلك باستخدام أربعة أعمدة تشغيل وهيكل حاجز مزدوج يسمح للأجزاء بالانزلاق على طولها. ونتيجة لذلك، يمكن طي الشاشتين بالتساوي دون ظهور أي تجاعيد أو فجوات.
كما قد نتج عن هذا التصميم القابل للطي الجديد أخف وأنحف جهاز من سلسلة Galaxy Z Fold حتى الآن.
فقد قل سمك الجهاز بأكثر من 2 ملم عن الطراز السابق، حيث يبلغ الحد الأقصى لسمك هاتف “Galaxy Z Fold5” حوالي 13.4 ملم عند طيه.
كما خفَّ وزن الجهاز ليصل إلى 253 جراماً فقط – أي أخف بـ 10 جرامات من الطراز السابق، ما يجعله أسهل للحمل وأكثر ثباتاً عند الطي، وأجمل شكلاً كذلك.
وكل عام، تواصل سامسونج تحسين سلسلة Galaxy Z Fold من خلال الاستفادة من الهندسة الدقيقة والعمليات التصنيعية المتقدمة. وتُدرس كل التفاصيل بعناية، بدءً من الآليات الداخلية وصولاً إلى التصميم الخارجي.
كما قد أدت إعادة تصور المفاصل وسمك الجهاز – وهي السمات الأساسية للأجهزة القابلة للطي – إلى تعزيز سلسلة Galaxy Z Fold بشكل ملحوظ.
وستواصل سامسونج البناء على إرثها الغني من الأجهزة القابلة للطي المبتكرة، ما سيضمن استفادة المزيد من المستخدمين من هذه التقنية لتحقيق مزيد من الراحة في حياتهم اليومية.