كتبت-ريهام حامد
تشهد الساحة الاستثمارية في القارة الأفريقية تحولات لافتة، مع توجه متزايد لصناديق الاستثمار الإقليمية والدولية نحو أسواق غرب أفريقيا. هذا التوجه الجديد يأتي بعد سنوات من جذب السوق المصرية للمستثمرين، مما يشير إلى تحول كبير في خارطة الاستثمارات الإقليمية.
أبرز العوامل الجاذبة للاستثمار في غرب أفريقيا:
-
الحوافز الضريبية: دول مثل نيجيريا وكينيا وغانا وسنغافورة أطلقت قوانين داعمة لريادة الأعمال مثل “قانون الشركات الناشئة” في نيجيريا، الذي يوفر إعفاءات ضريبية لمدة 5 سنوات وإعفاء من ضريبة الأرباح الرأسمالية.
-
استقرار العملة: مقارنةً بتقلبات الجنيه المصري، توفر دول غرب أفريقيا مثل نيجيريا وساحل العاج استقراراً نسبياً في العملات المحلية.
-
الأسواق المحلية الضخمة: مع وجود أسواق ضخمة مثل السوق النيجيرية التي تضم 200 مليون نسمة، يوجد طلب متزايد على الابتكار في مجال الخدمات المصرفية الرقمية والتكنولوجيا المالية.
-
الفجوة في الخدمات المصرفية: العديد من هذه الدول تعاني من ضعف في البنية المصرفية التقليدية، ما يعزز من الحاجة للحلول المالية المبتكرة.
التوقعات والمستقبل الاستثماري:
-
نمو الشركات الناشئة: شهدت دول غرب أفريقيا زيادة في عدد الشركات الناشئة، خاصة في القطاع التكنولوجي، حيث تستقطب هذه الشركات استثمارات ضخمة من صناديق رأس المال المغامر.
-
استثمار رأس المال المخاطر: من المتوقع أن تشهد غرب أفريقيا جذبًا متزايدًا لاستثمارات رأس المال المخاطر التي تجاوزت 587 مليون دولار في نيجيريا عام 2024، ما يعكس استقرار السوق على الرغم من التحديات الاقتصادية.
التحديات أمام السوق المصري:
في مقابل التحولات في غرب أفريقيا، تواجه السوق المصرية تحديات اقتصادية مثل ارتفاع التضخم وعدم استقرار سعر الصرف، مما يعيق جاذبية السوق أمام صناديق الاستثمار. ومع ذلك، يرى الخبراء أن مصر ما زالت تمتلك المقومات التي تتيح لها العودة إلى موقعها كوجهة رئيسية للاستثمار في أفريقيا.
آراء الخبراء حول الاتجاهات الجديدة:
-
محمد إيهاب، مؤسس شركة “كابيتال كاتاليستس”، أكد أن الحوافز الضريبية واستقرار العملات إضافة إلى ضم السوق الكبيرة مثل نيجيريا أصبحت عوامل جذب رئيسية للمستثمرين.
-
علاء أبوالمجد، خبير التحول الرقمي، أشار إلى أن مصر تحتاج إلى تسريع الإصلاحات وتحقيق استقرار اقتصادي لتعزيز قدرتها التنافسية في جذب الاستثمارات.
-
مارجريت مجدي، الشريك المؤسس في جمعية رواد الأعمال الشباب، أكدت أن نماذج النجاح مثل “Flutterwave” و”Paystack” تعزز الثقة في بيئة الاستثمار في غرب أفريقيا، مشيرة إلى أن مصر في مرحلة تصحيح اقتصادي ولكنها ما زالت تحتفظ بجاذبية كبيرة.
خريطة الطريق لاستعادة جاذبية السوق المصري:
-
تحقيق استقرار اقتصادي: التحسن في الاقتصاد الكلي مهم لضمان استمرارية الجذب الاستثماري.
-
تسريع الإصلاحات: من الضروري تسهيل إجراءات تأسيس الشركات وتحسين بيئة الأعمال.
-
دعم الشركات الناشئة: ضرورة خلق بيئة داعمة لتطوير الابتكار وريادة الأعمال.
-
تعزيز التمويل بالعملة المحلية: توفير آليات تمويل مرنة يمكن أن يعزز جاذبية السوق المصري أمام المستثمرين.
تستمر غرب أفريقيا في تعزيز مكانتها كبيئة خصبة لنمو الشركات الناشئة، خاصة في قطاع التكنولوجيا المالية. وبينما تواجه مصر تحديات اقتصادية، فإنها تظل قادرة على استعادة موقعها الرائد إذا تم تبني السياسات المناسبة.