بقلم عادل كامل الوالي العضو المنتدب ورئيس الاستثمار بشركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية _ في اللقاء السابق قمنا بتعريف كلمة الاستثمار وقلنا إنها الاستخدام الأمثل للثروات والمدخرات من قبل الشخص أو الشركة للحصول على الريح لاحقًا، وذكرنا أن قيمة الأصول تزداد نتيجة إجراء عمليات عليها وهو ما يعرف بالقيمة المضافة.
الاستثمار المباشر
واليوم نتطرق إلى نوعي الاستثمار المباشر وغير المباشر، ويقصد بالاستثمار المباشر قيام المستثمر بنفسه أو من خلال شراكة بتأسيس نشاط سواء كان تجاريًّا أو صناعيًّا أو خدميًّا.
فعندما يقوم الفرد بفتح محل لشراء وبيع مختلف السلع مثل محل بيع ملابس أو سوبر ماركت أو معرض للسيارات أو أجهزة منزلية وغيرها من آلاف الأشكال المختلفة المحلات صغيرة أو كبيرة.
فهنا يكون قد غامر وخاطر بشكل مباشر بضخ أمواله بنفسه أو بالشراكة مع آخرين ويقوم بإدارة هذا النشاط بغرض تحقيق الربح،وكذلك قد يقوم المستثمر بتأسيس نشاط صناعي كأن يقوم بتأسيس شركة لتصنيع الأغذية أو منتجات الألبان أو المنتجات الورقية وكذلك صناعات ثقيلة مثل الأسمدة والحديد والأدوية والعقارات والسيارات وغيرها.
وهو ما يحتاج إلى روؤس أموال ضخمة وقد يستعين المستثمرون في هذه الحالة بكيانات مالية كالبنوك أو شركات التأمين للمساهمة في تأسيس هذه الشركات، والتي تعتمد في المقام الأول على مراحل متعددة من شراء أو تأجير أرض، واستخراج رخص واستيراد معدات للتصنيع، وهو ما يعني مرور وقت طويل حتى الوصول إلى المنتج المستهدف تصنيعه.
كما يتزامن مع ذلك قيامه بدراسة السوق قبل وأثناء وبعد عملية التصنيع، حتى يتم إنتاج السلع وبيعها وهو الهدف النهائي من التصنيع ويظل الهدف الأكبر هو الحفاظ على استمرارية المشروع ونجاحه في تحقيق أرباح، وهو ما يعود بالنفع على المجتمع وتحقيق هدف الدولة في تحقيق معدلات نمو حقيقية ومستمرة.
بما يحقق الاستقرار للمجتمع واستفادة جميع أفراده من العملية الإنتاجية وكذلك قد يشمل نشاط الاستثمار المباشر أنشطة أخرى خدمية وهي كثيرة ومتعددة مثل مراكز صيانة سيارات إلى شركات الاتصالات العملاقة .
وكل هذه الأشكال المختلفة من الاستثمار المباشر يكون الهدف الأساسى منها هو تحقيق الربح وتعظيمه، وبالعودة لعنوان المقال.
وهو فن صناعة الاستثمار،فإن اختيار الموقع فن واختيار المجال فن واختيار المنتج فن والتسويق فن والمحافظة على شريحة من السوق فن والمحافظة على استمرارية الربح فن، وفي المرة القادمة بإذن الله نعرض لأوجه الاستثمار غير المباشر.