كتبت- حفصة مدحت
شهدت إسبانيا والبرتغال، يوم الإثنين، انقطاعًا هائلًا في التيار الكهربائي استمر لأكثر من 8 ساعات، تاركًا أكثر من 60 مليون شخص في الظلام.
وراء ظلام إسبانيا والبرتغال: خلل هيكلي يهدد شبكة الكهرباء الأوروبية
رغم إعلان السلطات عن “تقلبات فنية”، أكد خبراء اقتصاديون فرنسيون أن الحادث ليس مجرد عطل تقني عابر، بل يكشف خللًا هيكليًا خطيرًا في بنية شبكة الكهرباء الأوروبية.
تحذيرات من خبراء الطاقة
قال باتيست ريتشارد، خبير اقتصاد الطاقة، إن انقطاعًا بهذا الحجم يعكس هشاشة في أنظمة التوازن اللحظي والإنذار المبكر.
من جانبها، أوضحت سولين دوبوا، خبيرة السياسات الأوروبية للطاقة، أن أوروبا تسرع في التحول للطاقة المتجددة، دون تحديث كافٍ للبنية التحتية، مما يهدد استقرار الشبكة.
وأضافت أن هناك حاجة لاستثمارات عاجلة في شبكات الكهرباء وتعزيز التنسيق بين دول الاتحاد الأوروبي.
ماذا حدث؟ الأسباب الأولية للانقطاع
في تمام الساعة 12:33 ظهرًا، فقدت الشبكة الإسبانية 15 غيغاواط من الطاقة فجأة، وهو ما يعادل نحو 60% من إجمالي الاستهلاك في تلك اللحظة.
تسببت هذه الصدمة اللحظية في انهيار الشبكة بالكامل داخل إسبانيا والبرتغال.
شلل تام في المرافق الحيوية
الانقطاع تسبب في:
-
توقف شامل لحركة القطارات والمترو.
-
إلغاء مئات الرحلات الجوية.
-
تعطل خدمات الاتصالات والإنترنت.
-
توقف أجهزة الصراف الآلي والبطاقات البنكية.
-
لجوء المواطنين لاستخدام الهواتف المحمولة كمصدر للضوء داخل المتاجر.
في أحد فروع “ميركادونا” بضواحي مدريد، نفدت المياه وأكياس الفحم والشموع وسط مشهد فوضوي.
الطاقة المتجددة بين الفرص والتحديات
يشير محللون إلى أن الاعتماد المتزايد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح دون وجود تخزين كافٍ، قد يؤدي إلى اختلالات مفاجئة في الشبكة عند تغير الأحوال الجوية.
ويؤكد الخبراء ضرورة الاستثمار في بطاريات التخزين العملاقة وتطوير أنظمة ذكية لإدارة الشبكة.
تحقيقات أوروبية واجتماعات طارئة
أعلنت الحكومة الإسبانية فتح تحقيق شامل لتحديد ما إذا كان السبب تقنيًا، أو نتيجة سوء تنسيق أوروبي، أو بسبب هجوم إلكتروني.
كما دعت المفوضية الأوروبية إلى اجتماع طارئ لوزراء الطاقة لمناقشة تداعيات الأزمة واتخاذ تدابير وقائية مستقبلية.
خلاصة: نموذج طاقي يحتاج إلى مراجعة
ما حدث في إسبانيا والبرتغال ليس مجرد انقطاع كهربائي عابر، بل جرس إنذار يبرز الحاجة إلى:
-
تنسيق أوسع بين دول الاتحاد الأوروبي.
-
تحديث عاجل للبنية التحتية.
-
مواءمة التحول للطاقة النظيفة مع ضمان استقرار الشبكة الكهربائية.