كتبت ندى مصطفى
سجلت أسعار النفط ارتفاعًا حادًا في ختام تعاملات جلسة الأربعاء، لتبلغ أعلى مستوياتها عند التسوية في نحو 10 أسابيع، مدعومة بتطورات سياسية وأمنية دولية، أبرزها التوتر في الشرق الأوسط وتقدم مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وجاء الارتفاع بعد تقارير عن إخلاء جزئي للسفارة الأمريكية في العراق نتيجة مخاوف أمنية، حيث أجازت وزارة الخارجية الأمريكية مغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من مواقع دبلوماسية في البحرين والكويت. هذه الأنباء دفعت المستثمرين إلى الإقبال على شراء العقود الآجلة للنفط، وسط مخاوف من تصعيد محتمل في المنطقة.
على صعيد آخر، دعم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق تجاري أولي مع الصين أسعار الخام، حيث أشار إلى تفاهمات تشمل فرض رسوم جمركية متبادلة وتبادل للمواد النادرة، مع إتاحة الفرصة للطلاب الصينيين للدراسة في الجامعات الأمريكية، رغم أن الاتفاق لا يزال قيد المراجعة من الطرفين.
وأغلق خام برنت تعاملات الأربعاء مرتفعًا بنحو 2.90 دولار، أو ما يعادل 4.34%، مسجلًا 69.77 دولار للبرميل، في أعلى مستوى إغلاق منذ 3 أبريل الماضي. كما قفز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 3.17 دولار أو 4.88% ليصل إلى 68.15 دولار للبرميل، وهو الأعلى منذ 2 أبريل.
في سياق موازٍ، عبّر ترامب عن تشككه في إمكانية توصل بلاده إلى اتفاق نووي مع إيران، في حين ردت طهران بتحذير من قصف قواعد أمريكية في الشرق الأوسط إذا فشلت المفاوضات.
من جانبها، تخطط منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وتحالفها “أوبك+” بقيادة روسيا، لزيادة الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يوميًا خلال الشهر المقبل، لتواصل سياسة التوسع الإنتاجي للشهر الرابع على التوالي.
وفي الشأن الاقتصادي، أظهرت بيانات أمريكية حديثة تباطؤًا في نمو مؤشر أسعار المستهلكين خلال مايو، ما عزز توقعات المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة مجددًا بحلول سبتمبر.
أما بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فكشفت عن انخفاض في مخزونات النفط الخام الأمريكية خلال الأسبوع الماضي، في حين ارتفعت مخزونات الوقود، مما شكّل توازنًا نسبيًا في توجهات السوق.