كتبت – مريم عابدين
أعلنت شركة تويوتا موتور، أكبر مُصنّع سيارات في العالم من حيث المبيعات، عن خطط لإنشاء مصنع جديد لتجميع السيارات في مدينة تويوتا بوسط اليابان، في أول توسّع صناعي لها داخل البلاد منذ عام 2012، على أن يبدأ تشغيل المصنع في أوائل ثلاثينيات هذا القرن.
يأتي هذا القرار في توقيت استراتيجي تزامن مع إعلان نتائج الشركة المالية للربع الممتد من أبريل حتى يونيو، دون الإفصاح عن الطرازات التي سيجري إنتاجها في المصنع الجديد، ما يعكس الأهمية المستقبلية للمشروع في خريطة تويوتا الإنتاجية.
تحول في سياسة الإنتاج وسط تراجع الطلب المحلي
يمثل هذا المشروع تحولًا نادرًا في نهج الشركة التي تراجعت عن إنشاء مصانع جديدة في اليابان خلال السنوات الماضية، في ظل تراجع الطلب المحلي الناتج عن الانكماش السكاني وتغيّر أنماط تملّك السيارات. وقد دفع هذا الواقع العديد من الشركات إلى تقليص استثماراتها الإنتاجية داخل البلاد.
القرار في ظل ضغوط تجارية أمريكية
ويتزامن إعلان المصنع الجديد مع تصاعد الضغوط السياسية من واشنطن، حيث انتقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مرارًا واردات السيارات اليابانية إلى السوق الأمريكية، معتبرًا أنها تُفاقم العجز التجاري الأمريكي. ورغم هذه الانتقادات، تنتج تويوتا معظم السيارات المبيعة في الولايات المتحدة داخل مصانعها المحلية هناك.
التزام صناعي واستعداد لمركبات المستقبل
تويوتا تحتفظ بطاقة إنتاجية ثابتة في اليابان تقارب 3 ملايين سيارة سنويًا، تُصدَّر نصفها تقريبًا للأسواق العالمية. ويعكس قرار إنشاء المصنع الجديد تمسّك الشركة بجذورها الصناعية، رغم التحديات المرتبطة بتغيّرات التركيبة السكانية، والضغوط البيئية، والتحول العالمي نحو السيارات الكهربائية والذكية.
ويُعد المشروع إشارة واضحة إلى رغبة تويوتا في الاستثمار طويل الأمد داخل اليابان، عبر تحديث بنيتها التحتية وتجهيزها لإنتاج الجيل المقبل من المركبات، بما في ذلك السيارات الكهربائية والهجينة وذاتية القيادة.