تخطى الذهب ذروته التاريخية المعدلة حسب التضخم التي سجلها عام 1980، مع تزايد المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي. وتزامن ذلك مع موجة صعود استمرت ثلاث سنوات، دفعت السعر الفوري للذهب إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، مع توقعات مستمرة بتعزيز مكانته كأداة تحوّط رئيسية في الأسواق المالية العالمية.
أبرز التطورات في سوق الذهب:
-
ارتفاع قياسي للسعر الفوري: قفز سعر الأونصة الفورية إلى 3674 دولارًا يوم 9 سبتمبر 2025، مسجلاً زيادة بنسبة 5% منذ بداية الشهر.
-
تحطيم الأرقام القياسية: خلال عام 2025، سجل الذهب أكثر من 30 رقمًا قياسيًا اسميًا، وتجاوز الذروة التاريخية المعدلة حسب التضخم التي بلغت 850 دولارًا للأونصة في يناير 1980، بما يعادل حوالي 3590 دولارًا مع احتساب التضخم.
-
التضخم وتأثيره: تختلف طرق احتساب التضخم، لكن الخبراء يتفقون على أن الذهب تجاوز بوضوح تلك الذروة، مما يعزز دوره كأداة تحوّط من التضخم وضعف العملات.
-
الذهب كأداة تحوّط: روبرت مولين، مدير المحافظ في “ماراثون ريسورس أدفايزرز”، أكد على قدرة الذهب التاريخية على أداء دوره كأصل يحمي المستثمرين في أوقات عدم اليقين المالي.
-
العوامل الاقتصادية والسياسية: تزامن ارتفاع الذهب مع خفض الضرائب في الولايات المتحدة، وتوسيع الحرب التجارية، وضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب تراجع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة.
-
مقارنة بفترة 1980: حين وصلت الأسعار إلى 850 دولارًا، كانت أمريكا تواجه تضخمًا مرتفعًا وانخفاضًا في قيمة العملة، بالإضافة إلى توترات سياسية واقتصادية، مما يعكس بعض أوجه الشبه مع الوضع الحالي.
-
دور الذهب في احتياطيات البنوك المركزية: تجاوزت قيمة الذهب المحتفظ به في خزائن لندن تريليون دولار، ليصبح ثاني أكبر أصل في احتياطات البنوك المركزية بعد اليورو، مع عودة العديد من البنوك إلى شراء الذهب كجزء من استراتيجية التنويع وتقليل الاعتماد على الدولار.
-
اتساع قاعدة المستثمرين: بفضل سيولة السوق وسهولة الوصول، دخل عدد كبير من المستثمرين الأفراد والمؤسسات إلى السوق، مع زيادة شعبية صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب.
-
تأثير جيوسياسي: تصاعد الطلب على الذهب بعد غزو روسيا لأوكرانيا وتجميد أصول الكرملين، مع استمرار المؤسسات في تعزيز مراكزها في المعدن النفيس.
-
رهانات على خفض الفائدة: توقع المستثمرون خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة قريبًا، مما يدعم الذهب عبر تقليل جاذبية الأصول المدرة للعوائد ورفع الطلب على المعدن كملاذ آمن.
-
تاريخياً: شهد الذهب موجة صعود كبيرة في السبعينيات مع تراجع الدولار وضغوط سياسية واقتصادية، وهو ما يربط بين تحركات السوق الحالية وتلك الحقبة.
كتبت: جهاد شعبان