ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن الولايات المتحدة تسعى لإلغاء مشروع «إزميرالدا 7»، أحد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في أمريكا الشمالية والعالم، في إطار توجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو تقييد صناعة الطاقة المتجددة وتوسيع دعمها لمشروعات الوقود الأحفوري.
وقالت الصحيفة إن «مكتب إدارة الأراضي» الأمريكي ألغى الموافقة على تشييد مشروع «إزميرالدا 7»، الذي كان يستهدف إنتاج 6.2 جيجاوات من الكهرباء لتزويد نحو مليوني منزل بالطاقة النظيفة. وقد بدأ المشروع إجراءات الترخيص خلال إدارة جو بايدن السابقة.
تفاصيل المشروع والإلغاء
-
كان المشروع يضم سبع مزارع شمسية ومنظومات بطاريات تمتد على مساحة 62 ألفًا و300 فدان من الأراضي الفيدرالية في صحراء نيفادا شمال شرق لاس فيجاس.
-
شاركت في تطويره شركات بارزة في قطاع الطاقة المتجددة، من بينها «أريفيا باور» و**«كونيكت جين»** و**«إنفينيرجي»**.
-
بعد إلغائه، أصبح مشروع نيفادا للطاقة الشمسية المدعوم من شركة «نيكست إرا» — وهي أكبر شركات الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة — آخر ضحايا سياسات إدارة ترامب، التي وصف فيها الرئيس الأمريكي مشروعات الطاقة النظيفة بأنها “احتيال”.
سياسات إدارة ترامب تجاه الطاقة المتجددة
أوضحت الصحيفة أن وزير الداخلية الأمريكي دوج بورجوم سرّع منذ يناير الماضي من منح التصاريح لمشروعات الوقود الأحفوري، في حين شدد القيود على مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وشهدت الفترة الماضية توقف أو تعليق عدة مشروعات كبرى، أبرزها:
-
مشروع «إمباير ويند» التابع لشركة «إكوينور» بطاقة 810 ميجاوات.
-
مشروع «ريفوليوشن ويند» التابع لشركة «أورستيد» لتوليد طاقة الرياح.
ورغم السماح للمشروعين بالاستمرار لاحقًا، إلا أن حالة عدم اليقين التنظيمي أثارت قلق المستثمرين وأضعفت ثقة القطاع.
تداعيات على سوق الطاقة الأمريكي
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي ارتفاعًا حادًا في الطلب على الطاقة، نتيجة التوسع في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وازدياد استخدام السيارات الكهربائية والأجهزة الذكية.
وتتوقع شركة «نيفادا إنيرجي» أن يقفز الطلب على الكهرباء بنسبة 34% بحلول عام 2033 مقارنة بمستويات عام 2022.
انتقادات من قطاع الطاقة المتجددة
قال بن نوريس، نائب الرئيس للشؤون التنظيمية في اتحاد صناعات الطاقة الشمسية، إن القطاع يشعر بقلق بالغ من تجاهل الإدارة الأمريكية للقوانين وعرقلة مشروعات الطاقة النظيفة، مضيفًا:
“نحتاج إلى المزيد من الطاقة في الشبكة على وجه السرعة، والطاقة الشمسية والتخزين قادرتان على تزويدنا بها، لكننا بحاجة إلى إدارة تتعامل بجدية مع هدف تحقيق هيمنة الطاقة الأمريكية فعليًا.”
كتبت: مريم عابدين